معلومات تثقيفية للمتبرع
يصاب الآلاف كل عام بسرطانات الدم ،أمراض الدم الأخرى وأمراض نقص المناعة ،وغالباً ما كان هذا التشخيص مميتاً في الماضي. تؤدي المعالجة الكيميائية والإشعاعية والطبيّة عادة إلى هدأة المرض لكنها نادراً ما تكون شافية. أما اليوم فإن زراعة خلايا جذعية سليمة من متبرع قريب أو غير قريب تمنح الأمل للكثير من المرضى المصابين بهذه الأمراض المستعصية. وبفضل تطور عمليات الزراعة فقد تحققت زراعة الخلايا الجذعية للآلاف الذين لا يزالون على قيد الحياة بعد أن زرعت لهم خلايا جذعية من متبرعين غرباء.

نوع الأنسجة
يعتمد نوع الأنسجة على العامل الوراثي كما هو الحال بالنسبة للون العيون والشعر. ويقع الاحتمال الأكبر في العثور على متبرع مطابق للمريض بين الأشخاص من نفس الأصول العرقية والجغرافية، إلا أنه يمكن العثور على متبرع مطابق من أي مكان.

ما هي الخلايا الجذعية وفيمَ تستخدم؟
خلايا الدم الجذعية هي الخلايا الأم )خلايا المنشأ( التي تُنتج مكونات الدم الاساسية. توجد هذه الخلايا بشكل رئيسي في نخاع العظم وهو المادة الموجودة داخل تجاويف العظام الكبيرة في الجسم. يمكن جمع الخلايا الجذعية من مصدرين هما: نخاع العظم والدم الوريدي. والمستفيدون من زراعة الخلايا الجذعية هم مرضى سرطان الدم ،ومرضى فقر الدم اللانسجي والأورام اللمفاوية وبعض الاضطرابات المناعية، وبعض امراض الدّم الوراثيّة.

خيارات التبرع

نخاع العظم:
يوجد نخاع العظم داخل تجاويف العظام الكبيرة في الجسم والذي يعد مصنع لتكوين الخلايا 3? من إجمالي -الجذعية. وينطوي التبرع على سحب 2 نخاع العظم في جسم المتبرع من عظم الورك )الحوض(، الخلفي. ولا يتضمن هذا الإجراء أي قطع أو خياطة بل يتم بواسطة ارتشاف بالإبرة )شفط( تحت التخدير العام. وعادة ما يحضر المتبرع إلى وحدة الجراحة اليومية صباحاً ويعود إلى منزله بعد الظهر بعد أن ساهم في إنقاذ حياة مريض بإذن الله.

خلايا الدم الجذعية الطرفية:
وفيه يتم جمع الخلايا الجذعية من الدورة الدموية بدلاً عن نخاع العظم. وتعتبر زراعة خلايا الدم الجذعية الطرفية معالجة معتمدة. ولجمع كمية كافية من الخلايا الجذعية يتم حقن المتبرع بدواء اسمه فيلجراستيم تحت الجلد يومياً لمدة أربعة أو خمسة أيام، فهو يعمل على تحريك الخلايا الجذعية ونقلها مع الخلايا الجذعية ُجتمن نخاع العظم إلى الدورة الدموية. بواسطة إجراء خاص )فصل مكونات الدم(، وهو يشبه العملية المتبعة عند التبرع بالصفائح الدموية، حيث يقوم جهاز فصل الخلايا بعزل الخلايا الجذعية التي سيتم نقلها إلى المريض لاحقاً.

نخاع العظم مقابل خلايا الدم الجذعية الطرفية

لا يزال نخاع العظم المصدر المطلوب عادة للخلايا الجذعية في الوقت الحالي، ولكن قد يُطلب من البعض التبرع بخلايا الدم الجذعية الطرفية عوضاً عن نخاع العظم. نشير هنا إلى أن طبيب الزراعة هو الذي يقرر مصدر الخلايا الجذعية وليس السجل. ويُبنى الاختيار على مدى ملاءمته للمريض. سيتم إرشاد المتبرعين بخلايا الدم الجذعية عن العملية بكاملها من خلال جلسة تعريفية.

يعود القرار النهائي للتبرع ونوعه إلى المتبرع نفسه مع تقديم التوجيه والإرشاد اللازم إليه.وفي حال رفضه التبرع بخلايا الدم الجذعية الطرفية على سبيل المثال، فإنه يُعطى خيار للتبرع بنخاع العظم أو العكس.

التزام المتبرع

يعد التبرع بالخلايا الجذعية التزاماً كبيراً ونحن نريد أن يكون جميع المتطوعين على اطلاع جيد. إذا ثبت التطابق، يتم إرشاد كل متبرع بشأن مخاطر وفوائد التبرع خلال جلسة تثقيفية كما يتلقى فحصاً بدنياً ومخبريّاً شاملاً. ولا يتحمل المتبرع أية تكاليف مرتبطة بالإجراء أو الفحوص.
التبرع بالخلايا الجذعية عملية تطوعية، ولا يتعرض المتبرعون لأي ضغط للتسجيل بل إننا نطلب منهم التفكير لبعض الوقت في هذا الالتزام حتى لا نعطي المرضى المحتاجين للتبرع أملاً كاذباً. لا يمكن للمتبرع التراجع حالما يبدأ المريض بتلقي علاج ما قبل الزراعة الذي يُعطى عادة من سبعة إلى عشرة أيام من الزراعة. وإذا لم يحصل المريض على الخلايا الجذعية السليمة من المتبرع في ذلك الوقت فقد يكون عرضة للخطر ،لهذا فمن الضروري جداً أن يلتزم المتبرع بالمشاركة حالما يوقع وثيقة الرغبة في التبرع.

الزراعة

قبل بضعة أيام من سحب الخلايا الجذعية من المتبرع، يبدأ المريض بتلقي علاج ما قبل الزراعة وهو يتكون عادة من المعالجة والكيميائية مع أو بدون معالجة إشعاعية ويعمل على محو جهاز المناعة المعتل للمريض. ويوضع المريض قيد العزل الوقائي لمنع العدوى. يتم نقل خلايا المتبرع الجذعية إلى المريض عبر الوريد عن طريق القسطرة االمركزية، وتنتقل تلك الخلايا ذاتيّاً إلى تجاويف العظام. وإذا سارت العملية بشكل جيد فإن الخلايا الجذعية تنغرس خلال بضعة أسابيع وتبدأ في إنتاج خلايا دم سليمة، مما يعطي المريض فرصة للشفاء في ظل موافقة المتبرع والمريض على حد سواء .
مع أن المريض يستغرق فترة طويلة لاستعادة عافيته، إلا أنه قد حصل على فرصة للشفاء بإذن الله بسبب تبرع شخص غريب له بالخلايا الجذعيّة.