استعرض مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ريادته في توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية خلال قمة "الذكاء الاصطناعي في الصحة" المنعقدة في العاصمة البريطانية لندن، حيث شارك الرئيس التنفيذي للمستشفى بالرياض الدكتور بيورن زويغا في جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان "تعزيز شمولية الرعاية الصحية عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي".
وأكد الدكتور زويغا أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات كبيرة لإحداث تحول في قطاع الصحة، غير أن التقنية وحدها لا تكفي لتحقيق نتائج عادلة أو شمولية، مشدداً على أن ضمان استفادة المرضى يتطلب دمج الأنظمة الصحية والكفاءات الطبية وبناء الثقة المجتمعية، بحيث تصل الفوائد إلى مختلف الشرائح بغض النظر عن مواقعهم أو ظروفهم.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي قادر على توسيع نطاق الوصول للرعاية الصحية، بدءاً من الخدمات الأساسية في المناطق الأقل خدمة وصولاً إلى العلاجات المتقدمة في المراكز الطبية الرائدة، لكن ذلك يظل مرهوناً بوجود حوكمة قوية وأطر تنظيمية فعّالة وحلول مصممة لتلبية احتياجات المجتمعات. وأضاف أن بناء الثقة يتطلب رقابة واضحة على البيانات وتشريعات صارمة وأنظمة تتلاءم مع التنوع السكاني.
كما أشار إلى أن الجانب الإداري للذكاء الاصطناعي يُغفل في كثير من الأحيان رغم كونه أحد أبرز المحركات لتوسيع نطاق الوصول وضمان استدامة الأنظمة الصحية، موضحاً أن هذه التقنيات تمكّن المستشفيات من تحسين تدفق المرضى، والتنبؤ بالاحتياجات، وخفض التكاليف.
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في ترسيخ مكانته عبر مبادرات متعددة، من أبرزها:
• مركز الذكاء الصحي الذي أُنشئ عام 2019 لتطبيق النماذج التنبؤية وتقنية التوأم الرقمي، بما يمكّن الفرق الجراحية من محاكاة العمليات مسبقاً.
• نفذ أول عمليتي زراعة قلب وكبد روبوتية بالكامل على مستوى العالم، ووسع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في تسلسل الجينوم لدعم دقة التشخيص.
• اعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي في تخصصات الأورام والقلب والأشعة لتعزيز الرعاية الشخصية.
• نفذ مركز القيادة للطاقة الاستيعابية منذ عام 2021، أكثر من 170 ألف تدخّل أسهمت في خفض متوسط فترات انتظار التنويم من 32 ساعة إلى 6 ساعات، وتقليص تأخيرات قسم الطوارئ بنسبة 14%.
• تأهيل الأطباء والمطورين بمهارات تطبيقية متقدمة في الذكاء الاصطناعي لضمان انعكاس الابتكارات مباشرة على رعاية المرضى.
واختتم الدكتور زويغا بالتأكيد على أن دفع عجلة الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة يتطلب أكثر من مجرد ابتكار تقني، إذ يستلزم إصلاحات هيكلية، وتدريب الكوادر الطبية، وترسيخ ثقافة المساءلة بما يضمن وصولاً عادلاً للرعاية على مستوى العالم.