رسالة الرئيس التنفيذي

نرحب بكم في موقع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث

دأب مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على مواصلة مسيرة تحوّله خلال العام 2023م مسترشدًا برؤية السعودية 2030 وعزمه على تحقيق أهدافه المستقبلية.

مع كلّ خطوة نتخذها، نجد أنفسنا على أعتاب حقبة جديدة تمتد فيها إنجازاتنا إلى ما هو أبعد من النمو في المجالات الطّبّية، حيث نلتمس الأثر الإيجابي لإنجازاتنا في عيون مرضانا ممن نوقد في قلوبهم الأمل ونساعدهم - بفضل الله - خلال رحلة تعافيهم. ولا يقتصر دورنا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على إعادة تشكيل مشهد الرّعاية الصّحّية فحسب، إذ نسعى، في جوهر الأمر، إلى الارتقاء بحياة الناس وإيلاء رعاية الإنسان وصحته أولوية قصوى باستخدام أساليب يدوم أثرها الإيجابي للأجيال القادمة.

بالتوازي مع مضينا قدمًا نحو تحقيق التحول التاريخي للمستشفى ليصبح مؤسسة غير هادفة للربح، نجحنا في الحفاظ على جودة خدماتنا ذات المستوى العالمي، وحقّقنا العديد من أهدافنا الرئيسة على الصعيدين المالي والتشغيلي. كما أنشأنا إطار عمل أكثر تفصيلًا ومتانةً لتعزيز قدرات الإدارة والقيادة، وذلك في إطار سعينا لتعزيز هيكلنا التنظيمي وممارساتنا المستدامة، وواصلنا أيضًا تصميم مسار التحول ودمج آليات الحوكمة.

وفي إطار سعينا لتحقيق أهداف التّحوّل، حرصنا على وضع صحة ورفاهية المرضى كأولوية قصوى لا يمكن المساس بها أو التهاون فيها. وفي عام 2023م، قبل المستشفى أكثر من (40,000) مريض جديد عبر فروعه الثلاثة في الرياض وجدة والمدينة المنوّرة، ممّا يُمثّل زيادة بنسبة (9%) مقارنةً بعام 2022م. وعلى صعيد زيارة العيادات الخارجيّة، قدمنا خدماتنا لما يقرب من (1.9) مليون مريض، مما يُمثّل زيادة في عدد زيارة العيادات الخارجيّة بنسبة (11%)، ويشكل ذلك دليلًا ملموساً على ثقة مرضانا الراسخة في خدماتنا وخبرات متخصصينا. في المقابل، نعقد العزم على مواصلة مسيرة التحسين وأن نصبح مقدم رّعاية صّحّية أفضل كلّ يوم انطلاقًا من اعتزازنا البالغ بقدرتنا على إحداث أثر إيجابي في حياة الناس والارتقاء بها نحو الأفضل في كثير من الحالات.

العديد من قصص المرضى التي تُظهر مدى الأثر الإيجابي الذي نحدثه في حياة مرضانا والإنجازات الطّبّية والسريرية الرائدة التي حققها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بما فيها أول عملية زراعة كبد روبوتية بالكامل في العالم، وزراعة شريحة إلكترونية بنجاح في دماغ طفل دون إجراء عملية جراحية كبيرة، وإجراء عملية زراعة قلب لأصغر حالة مسجلة في الشرق الأوسط، لكن أعظم نجاحاتنا تنبع من معرفتنا بمقدار الأثر الإيجابي الذي أحدثه المستشفى في حياة الناس.

شكَل تعزيز نطاق انتشارنا بما يتجاوز حدود المملكة أحد الأهداف الرئيسة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إذ أُطلق مركز الرّعاية الصّحّية الافتراضي في عام 2021م، والذي قدَم خدمات مستقلة لنحو (180,000) مريض في عام 2023م، ممّا يُمثّل زيادة كبيرة بنسبة (1800%) منذ إنشائه قبل ثلاث سنوات. كما اجتذب المستشفى بفضل إنجازاته وسمعته العالمية المرموقة أعدادًا كبيرة من الزوار من الخارج، ممن يرغبون في الحصول على استشارات وتشخيصات وعلاجات عالمية تعد من بين الأكثر تقدمًا وفاعلية. وحضر أكثر من (400) سائح علاجي إلى منشآت مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث خلال عام 2023م، واستفاد الكثير منهم من خبرات أطبائنا المتميزين المختصّين في علاجات الأورام.

ويترافــق التزامنا بتعزيز تجربة مرضانا وتقديم أفضل نتائج الرّعاية الصّحّية لهم مع مســاعينا المســتمرة ومشاريع التطوير التي نعمل على إنجازهــا. وعلى صعيد البنية التحتية، أحرزنا تقدماً ملحوظاً في أعمال تشــييد مبنى العيادات الشاملة وطب الأسرة في الرياض، والذي وصلت نسبة إنجازه إلى (75%) في نهايــة عام 2023م. أما من ناحية تكنولوجيا الرّعايــة الصّحّية، فقد وظفنا تقنيات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية لتقديم خدمات رعاية صّحّية مخصَصة ودقيقة لمرضانا، ودعمنا هذه التقنيات بأدوات طورناهــا لهذا الغرض، ومنها تقييم مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وتوقع نتائج زراعة نخــاع العظم، وبرنامج علم الوراثة الدوائي. كما قطعنــا خطوات كبيرة في تعزيز الرّعاية الطّبيّة المتقدّمة باستخدام العلاج بالخلايا التّائيّة لمستقبلات المستضدّات الخيمريّة والعلاج الجينيّ، لا لمجرد تحســين نتائج العلاج أو جودة حيــاة مرضانا، وإنما أيضًا لتحقيق وفورات في التكاليف على المدى الطويل. على سبيل المثال لا الحصر، ســاهم تسجيل بعض المرضى في تجربة العلاج الجيني (Benege) السريرية لمرض ســيولة الدم (الهيموفيليا ب) في تحقيق وفورات للمستشفى من تكاليف الأدوية فقط بما يقارب 52.5 مليون ريال ســعودي. كما أجرينا (58) علاجًا بالخلايا التّائيّة لمســتقبلات المســتضدّات الخيمريّة، مما يُمثّل زيادة بنسبة (62%) مقارنةً بعام 2022م، مما ساهم في تحقيق وفورات كبيرة بفضل علاج المرضى داخل المملكة بدلًا من إرســالهم إلى الخارج.

تمتد استثمارات مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى ما هو أبعد من مشاريع التطوير والمنشآت الطّبّية، إذ نؤمن أن الاستثمار في فرص التعليم والتدريب الطّبّي سيعود بالنفع على الموظفين، ويُحفز قدرتنا على البحث والابتكار في قطاع الرّعاية الصّحّية. ويُسهم صقل مهارات فريقنا الطّبّي في الارتقاء بمعاييرنا الخاصة، ويُساعدنا أيضًا على استحداث معايير جديدة للتميز في قطاع الرّعاية الصّحّية على مستوى العالم. وفي عام 2023م، قمنا بتدريب وإعداد (2,993) متدّرب في التّخصّصات الطّبّية، إلى جانب تخريج (374) فرد من الأطبّاء المقيمين وحاملي الزمالة، إضافةً إلى قبول (6,571) مشاركًا في مركز المحاكاة التابع للمستشفى. ويجري العمل حاليًا على إنشاء مركز التدريب الذي من المتوقع أن يكون جاهزًا في عام 2024م لتلبية احتياجاتنا التعليمية متوسطة المدى، بما يتماشى مع الأهداف التعليمية الداخلية لاستراتيجيتنا الأكاديمية.

وتحتل مساهماتنا البحثية مكانة الصدارة، لا سيما في مجالي علم الوراثة والأعصاب. إذ ساهمت دراساتنا حول التشخيص المبكر لمرض التوحد إلى تحسين أدوات التشخيص وفحوصات التدخل المبكر، مما يضمن حصول المرضى على الدعم الذي يحتاجون إليه في الوقت المناسب. وتمكّنا أيضًا من تحديد مورثات جديدة مُسبّبة لأمراض وراثية نادرة (المندلية) ومتلازمات الالتهاب المزمن، مما يتيح توفير علاجات مخصّصة لكل مريض. كما ساهم مركز الأبحاث التابع للمستشفى بدور مؤثر على النطاق العالمي لتطوير وقيادة بعض المجالات الأكثر ابتكارًا في الطب الحديث. وشارك فريق المستشفى في أول مهمة سعودية إلى الفضاء بإجراء تجارب بحثية مقارنة على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2023م. وقامت ريانة برناوي، إحدى باحثاتنا الأكثر تفانيًا، بإجراء تجارب بحثية في علم الخلايا من تصميم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبذلك أصبحت ريانة أول رائدة فضاء عربية تسافر إلى الفضاء.

نسير بخطى ثابتة، بوصفنا مؤسسة مرموقة، نحو تحقيق أعلى التصنيفات وحصد أفضل الجوائز، حيث صُنّف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المرتبة العشرين على مستوى المراكز الطّبّية التعليمية بحسب تصنيف مؤسسة براند فاينانس، وفي المرتبة الأولى في المملكة العربية السعودية حسب قائمة أفضل المستشفيات في العالم من مجلة نيوزويك. وحصد المستشفى العديد من الجوائز في عام 2023م، بدءًا من جائزة ”برنامج الصّحة الرّقميّة الأكثر ترابطًا تقنيًا“ ووصولًا إلى جائزة جولد ستيفي. وحصل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المدينة المنوّرة على التقدير نظير تميّزه في خدمة المستفيدين، وصُنف مركز قيادة حركة المرضى والطاقة الاستيعابية من بين أفضل المشاريع التقنية حسب تصنيف معهد إدارة المشاريع - فرع المملكة العربية السعودية. وبينما أسس مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سمعةً راسخة على مدى خمسة عقود قدّم خلالها خدمات استثنائية، وعلى الرغم من المكانة القوية والأسس المتينة للمستشفى، فإن رحلتنا لم تنته بعد. ولكي نبقى في طليعة قطاع الرّعاية الصّحّية، يجب علينا مواصلة سعينا نحو التميّز والارتقاء بمعاييرنا وتطوير جهودنا بينما نصوب أعيننا نحو ريادة مستقبل الرّعاية الصّحّية.

وختامًا، أوّد أن أتوجه بعميق الشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة المتمثلة في مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله- على ثقتهما الثابتة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. كما أوّد أن أعبر عن تقديري الخالص لمعالي رئيس مجلس الإدارة والأعضاء على توجيهاتهم القيِمة. والشكر موصولٌ إلى كلّ موظف وكلّ مريض، مع تقديري لثقتهم الراسخة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

د. ماجد بن إبراهيم الفياض
الرئيس التنفيذي

X

.تساعدنا ملفات تعريف الارتباط على تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك
.باستخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط

تأكيد
نسخة تجريبية